السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
❶ سعيد بن زيد رضي الله عنه.
سعيد بن زيد ابن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو الأعور القرشي العدوي.
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن السابقين الاولين البدريين، ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.
شهد المشاهد مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وشهد حصار دمشق وفتحها، فولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح، فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الامة .
وامرأته هي ابنة عمه فاطمة، أخت عمر بن الخطاب.
أسلم سعيد قبل دخول النبي، صلى الله عليه وسلم، دار الارقم.
عن قيس بن أبي حازم قال: قال سعيد بن زيد: لقد رأيتني، وإن عمر لموثقي على الاسلام وأخته، ولو أن أحدا انقض بما صنعتم بعثمان لكان حقيقا.
كان والده زيد بن عمرو ممن فر إلى الله من عبادة الاصنام، وساح في أرض الشام يتطلب الدين القيم، فرأى النصارى واليهود، فكره دينهم ، وقال: اللهم إني على دين إبراهيم ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم عليه السلام كما ينبغي، ولا رأى من يوقفه عليها.
وهو ابن عم الامام عمر بن الخطاب.
وعد سعيد بن زيد في البدريين.
وذكر ابن سعد في " طبقاته " عن الواقدي، عن رجاله قالوا: لما تحين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصول عير قريش من الشام، بعث طلحة وسعيد بن زيد قبل خروجه من المدينة بعشر، يتحسسان خبر العير، فبلغا الحوراء، فلم يزالا مقيمين هناك، حتى مرت بهم العير، فتساحلت، فبلغ نبي الله الخبر قبل مجيئهما، فندب أصحابه، وخرج يطلب العير، فتساحلت وساروا الليل والنهار، ورجع طلحة وسعيد ليخبرا، فوصلا المدينة يوم الوقعة، فخرجا يؤمانه، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجور هما.
وشهد سعيد أحدا والخندق والحديبية، والمشاهد.
وقد تقدمت عدة أحاديث في أنه من أهل الجنة، وأنه من الشهداء.
لم يكن سعيد متأخرا عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة، وإنما تركه عمر، رضي الله عنه، لئلا يبقى له فيه شائبة حظ، لانه ختنه وابن عمه، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضي: حابى ابن عمه.
فأخرج منها ولده وعصبته.
عن ابن عمر أنه استصرخ على سعيد بن زيد يوم الجمعة بعد ما ارتفع النهار، فأتاه ابن عمر بالعقيق، وترك الجمعة
وقال إسماعيل بن أمية: عن نافع قال: مات سعيد بن زيد وكان يذرب.
فقالت أم سعيد لعبد الله بن عمر: أتحنطه بالمسك ؟ فقال: وأي طيب أطيب من المسك ! فناولته مسكا.
وعن عائشة بنت سعد قالت: مات سعيد بن زيد بالعقيق، فغسله سعد بن أبي وقاص، وكفنه، وخرج معه.
قال الواقدي: توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقبر بالمدينة، ونزل في قبره سعد، وابن عمر.
قال الواقدي: كان سعيد رجلا، آدم، طويلا، أشعر.
لسعيد بن زيد ثمانية وأربعون حديثا، اتفقا ـ الشيخان ـ له على حديثين.
وانفرد البخاري بثالث.
السير للذهبي [1 / 123 ـ 142 بتصرف ].
... يتبـــــــ؏.